كيف اعيش سعيدا بهذه الحياة بطريقة أكثر سهولة وخفة؟ السعادة هي غاية كل منا بهذه الحياة، البعض يكتفي بها، والبعض الآخر يضعها في رفقة عدة غايات أخرى يحرص على الوصول إليها قدر المستطاع طيلة حياته، وتسهيلًا للوصول إلى هذه الغاية نتناول معكم خطوات بسيطة لجعل حياتكم سعيدة.
كيف أعيش سعيدًا ؟
الحياة رحلة قصيرة وطويلة معًا، عادةً ما يتخللها العناء، إلا أن الذكي هو من يحاول تقليل هذا العناء قدر المستطاع، الاستمتاع بالرحلة وتحقبق أكبر قدر كافٍ من السعادة، وقبل أن نتحدث عن كيفية حدوث هذا دعنا نخبرك ببداية الأمر أن السعادة قرار شخصي، لا يجب أن ننتظر حدوثه، بل علينا أخذه كقرار هام والسعي في تنفيذه والحصول عليه بكل اللحظات الممكنة بحياتنا، هل تعلم كيف الطريق للسعادة؟ أم ما زلت منتظر من السعادة إيجادك؟
على عكس ما يتم تصويره لنا بكل قصص الخيال والفنتازيا؛ ظهور السعادة غير مقترن بالسحر أبدًا، وهي ليست أمر معين إذا تعرضت له يُفترض أن تكون سعيدًا، بل هي نبتة عليك أن تغرسها لتجني ثمارها، فأخبرني ما الذي تنتظره؟ لما لا تُبادر باكتشاف ما يسعدك؟
ما هو الطريق للسعادة؟ هي المفتاح الذي يفتح لنا الأبواب لطريق آخر مليء بالخفة، الحيوية، الفرح، والسرور، إلا أن هذا المفتاح ليس موحدًا للجميع، وذلك لاختلاف قصة حياة كل منا على هذا الكوكب، ولهذا اختلفت الآراء حول مفهوم السعادة وكيفية الوصول إليها، لكن تذكر أن غايتنا بهذه الحياة وهذا الموضوع هو الوصول إليها.
يعتقد أن العامل الأكبر من تحديد سعادة الشخص بحياته أو العكس هو طبيعة هذا الشخص، ما يتبنّيه من أفكار، ما يقوم به من سلوكيات، وهل يقبل تغيير هذا أم لا؟
وبناءً عليه؛ فإن كل منّا قابل لتعلّم كيفية اكتساب عادة السعادة، أو أن يغيّر من حياته ليصير أكثر سعادةً من ذي قبل.
وبالرغم من احتمالية اعتقادك -كسائر عدد كبير من الأشخاص- أن من عوامل السعادة أن تولد بشكل جميل، مستوى مادي ممتاز، تحيا حياة خفيفة لا تتخللها الضغوط، إلا أن هذا ليس صحيحًا البتة؛ فكم من جميلٍ، ثريٍّ، متعرّضٍ لقدرٍ أقل من الضغوط لا يشعر بالسعادة أكثر ممن لا يتمتع بهذا؟.
يبدو أن من نجحوا في الوصول لسعادتهم قد أدركوا بصورةٍ بديهية أن السعادة ما هي إلا مجموعة من الخيارات بهذه الحياة، تتحقق لهم بالاعتماد على ما يلي من دعائم:
- تخصيص جزء من الوقت للأهل والأصدقاء.
- تقدير النعم التي تتوفر لديهم.
- الحفاظ على نظرة التفاؤل.
- إدراك وجود غرض ما من هذه الحياة.
- استغلال كل لحظة والاستمتاع بها، خاصةً اللحظات التي نحياها للتو.
ونصيحتنا لك اليوم أنه إن أردت أن تحيا سعيدًا فعليك بالممارسة، الممارسة، ثم الممارسة.
إذا كانت السعادة هو ما تبحث عنه؛ إليك هذا الخبر السار: كل ما تفكر به، تختاره، وتفعله، قادر على التأثير على مدى سعادتك بهذه الحياة.
نعلم تمامًا أن الأمر لا يشبه الضغط على زر ما ومشاهدة النتيجة، إلا أننا نطلب منك أن تكون متأكدًا تمامًا من قدرتك على تغيير مستوى السعادة لديك، وللمساعدة على تحقيق ذلك قم باتباع ما يلي:
استثمر علاقاتك
- احرص على إحاطة ذاتك بدائرة من الأشخاص السعيدة، أولئك الذين يغيرون حالتك المزاجية للأفضل، احرص على أن تكون سعيدًا قدر الإمكان فأنت بذلك تصدّر السعادة لمن حولك.
- إذا كنت تمتلك أشخاصًا مقربة بأسرتك وأصدقاء تميل لتقديم الدعم بك بأي وقت عصيب، يتفنّنون في الاحتفال معك باللحظات السعيدة، فإياك والبخل عليهم بالوقت لتعزيز مثل هذه العلاقات.
- تعامل وكأن مخزون عواطفك متجدد لا ينفد مهما حدث، احرص على ملئه بأطيب الكلمات، وأصلح الأفعال، توخّ الحذر واللطف في آنٍ واحد عند تقديم النقد لأحدهم، احرص على جعلهم يشعرون بتقديرك كل ما يقومون به لأجلك، وكذلك سعادتهم بوجودهم بحياتك.
عبّر عن امتنانك
- الامتنان ليس مجرد شكر، بل هو أكبر وأعظم من ذلك، هو مزيج بين التقدير والإعجاب معًا، ورغبة في تقديم الشكر للحياة ومن بها أجمعين.
- يسهل على الكثير من الأشخاص أن يحيوا حياتهم كاملةً أن يدركوا كم كانوا ذو حظٍ جيّد وسعيد. وفي الغالب لا يدرك معظم الأشخاص قيمة الأمور الجيدة التي تحدث لهم بالحياة، ولا يحسنون تقديرها سوى عقب زوالها، والتعرض لظروف مأساوية كالحوادث والأمراض، لذا احرص على عدم الوصول لهذا، اعتد التعبير عن امتنانك عن كل ما يستحق الإمتنان.
- قم بتحديد قائمة تتضمن شيئًا جديدًا يوميًا، شيئًا يزيد من ثراء حياتك، وعندما تلاحظ تفكيرك بأي من الأمور التي ستؤدي بك إلى النكران لا محال، احرص على استبدال ذلك بأمور أخرى تزيد امتنانك بهذا العالم، فعلى سبيل المثال قم باستبدال فكرة “لقد نسيت أمي يوم ميلادي” بفكرة “أمي دائمًا جانبي بكل وقتٍ عصيب”.
- قبل الخلود إلى النوم وفور الاستيقاظ في الصباح، فكّر جيدًا في كل ما تمتن لامتلاكه.
اغرس التفاؤل
اعتد التركيز على إيجابيات كل شيءٍ تراه، واحرص على تطوير ذلك، لكن لا ننصحك بعدم الإفراط في التفاؤل، فبنهاية الأمر لا خلوّ للحياة من أي مما يعكر صفوها.
لا تظن أنه من الحكمة إظهار التعاسة، بل بل يجب للجانب السلبي أن يطغى على نظرتك للحياة، واحرص على جعل مزاياك تتفوق على عيوبك دائمًا.
إذا لم تكن من الأشخاص ذات الطبيعة المتفائلة فإن الأمر سيحتاج بعض الوقت معك لتتخلص من نظرتك التشاؤمية للحياة، ابدء بتحديد أفكارك السلبية عندما تراودك، قم بالاسترخاء وتصفية عقلك وجاوب على ما يلي من أسئلة:
- هل الأمر في حقيقته بمقدار السوء الذي تصورته؟
- هل توجد زاوية أخرى يمكن النظر من خلالها للموقف؟
- ما المستفاد من هذه التجربة لعدم الوقوع به ثانيةً؟
حدد قائمة بأهدافك
يشعر كل شخص يسعى لتحقيق هدف ما لديه كرعاية صغير، زراعة حديقة أو أي من الأمور المشابهة بسعادة تفوق الأشحاص غير الطموحة التي لا تهدف لتحقيق شيء بالحياة.
فوجود هدف يرجوه الشخص بحياته يشعره بوجود لغاية من وجوده، يزيد من شعوره بالتقدير تجاه ذاته، بل ويوطد علاقات الأشخاص ببعضها البعض. لا يهم ما تهدف لتحقيقه، المهم هو سعيك لتحقيق هذا الهدف.
سخّر نشاطاتك اليومية في مصلحة تحقيق أهدافك بهذه الحياة قدر الإمكان. أثبتت الدراسات أن علاقاتنا بمن حولنا تشعرنا بالهدف من حياتنا، وبناءً عليه احرص على خلق علاقات هامة ذات قيمة.
هل ينشغل عقلك بأمر محبب بالنسبة لك؟ إذا كانت إجابتك لا، إليك الأسئلة الآتية:
- ما الذي يثير طاقتك وحماسك؟
- ما هي الإنجازات التي تفخر بإنجازها؟
- بأي طريق أتمنى أن يتذكرني الناس؟
استمتع باللحظة
لا تؤجل سعادتك بلحظةٍ ما لأنك مرهقًا أو مشغولًا، ربما لا تأتي لحظة خالية من الارهاق والمهام، لذا عوضًا عن هذا، اغتنم فرصة السعادة للاستمتاع بكل ما يحيط بنا من مسببات البهجة، عوضًا عن القلق بشأن ما هو قادم والحزن على ما فات.
ربما يساهم قضاء بعض الوقت مع الأصدقاء أو الأشخاص الداعمة لك بأسرتك، تسليط الضوء على المواقف التي شعرت بالامتنان بها، الحرص على أن تكون صاحب نظرة إيجابية، الانشغال بتحقيق الأهداف، أن تحيا اللحظة الحالية بسعادة وأن تحسن استغلالها في سبيل سعادتك، ولا تنس أبدًا اتخاذ هذا روتينًا يوميًا لك.